الديوان : قصائد وشعر محمود درويش . الشاعر/الكاتب : محمود درويش

أوشليم! التي ابتعدت عن شفاهي.. 
المسافات أقرب. 
بيننا شارعان، و ظهر إله 
و أنا فيك كوكب 
كائن فيك، طوبى لجسمي المعذّب ! 
يسقط البعد في ليل بابل 
و انتمائي إلى خضرة الموت_ حق 
و بكاء الشبابيك_ حق 
صوت حرّيتي قادم من صليل السلاسل 
و صليبي يقاتل! 
أورشليم! التي عصرت كل أسمائها 
في دمي.. 
خدعتني اللغات التي خدعتني 
لن أسميك 
إني أذوب، و إنّ المسافات أقرب 
و إمام المغنّين صكّ سلاحا ليقتلني 
في زمان الحنين المعلّب ، 
و المزامير صارت حجارة 
رجموني بها 
و أعادوا اغتيالي 
قرب بيارة البرتقال.. 
أورشليم! التي أخذت شكل زيتونة 
دامية.. 
صار جلدي حذاء 
للأساطير و الأنبياء 
بابلي أنت، طوبى لمن جاور الليلة الآتية 
و أنا فيك أقرب 
من بكاء الشبابيك. طوبى 
لإمام المغنّين في الليلة الماضية 
و إمام المغنّين كان، و جسمي كائن 
و أنا فيك كوكب 
يسقط البعد في ليل بابل 
و صليبي يقاتل.. 
هلّلويا 
هلّلويا .. 
هلّلويا ..