الديوان : قصائد وشعر محمود درويش . الشاعر/الكاتب : محمود درويش

عشرون أغنية عن الموت المفاجيء 
كل أغنية قبيلة 
و نحب أسباب السقوط 
على الشوارع.. 
كل نافذة خميلة. 
و الموت مكتمل ، 
قفي ملء الهزيمة يا مدينتنا النبيلة 
في كلّ موت كان موتي 
حالة أخرى.. 
بديلا كان للغة الهزيلة 
(و العائدون من الجنازة عانقوني 
كسّروا ضلعين 
و انصرفوا 
ومن عاداتهم أن يكذبوا 
لكنّني صدقّتهم 
و خرجت من جلدي 
لأغرق في شوارعك القتيلة ) 
تتفجرين الآن برقوقا 
و أنفجر اعترافا جارحا بالحبّ: 
لولا الموت 
كنت حجارة سوداء 
كنت يدا محنّطة نحيلة 
لا لون للجدران، 
لولا قطرة الدم 
لا ملامح للدروب المستطيلة 
(و العائدون من الجنازة عانقوني 
كسّروا ضلعين .. 
و انصرفوا.. 
و من عاداتهم أن يسأموا 
لكنهم كانوا يريدون البقاء .. 
خرجت من جلدي 
و قابلت الطفولة). 
قد صار للإسمنت نبض فيك 
صار لكل قنطرة جديلة 
شكرا_ صليب مدينتي 
شكرا.. 
لقد علّمتنا لون القرنفل و البطولة 
يا جسرنا الممتدّ من فرح الطفولة_ 
يا صليب_ إلى الكهولة 
الآن، 
نكتشف المدينة فيك 
آه.. يا مدينتنا الجميلة !..