أيّة لغة تختصر فرحك و ورعك و خشوعك و زهدك و دموعك، و أنت بين يديّ الله مجدَداً، صائماً ساهراً ذاكراً شاكراً، ظافراً بطمأنينة لن تمنحك إيّاها الدنيا، وإن جاءتك بكلّ كنوزها.
" كم من ذي طمأنينة إلى الدنيا صرعته" يقول الإمام علي رضي الله عنه. و هل تصرع الدنيا و تغدر بغير الواثق بها، العابد لها ؟
فالأمان لن تجده في مكسب عاجل أو بريق زائل. الأمان ليس حولك، بل فيك. و إن لم تجده في قلبك لن تجده مهما أوتيت و مهما أَتيت.
الأمان هو نعمة الإيمان ، لأنّك لا تبلغه إلّا مؤمناً. إنّها السكينة التي لا تُشترى، بل يهبها الله لمن اصطفى من عباده. إنّها نعمته التي لا نعمة فوقها. "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، بينما كلّ مكاسب الدنيا، من جاه و قوة و ثراء و شهرة، ما هي سوى مصادر شقاء لقلوب أصحابها.