.. ووشوشتني النَّسمة ُالحافيه:
لمحتـُها تعدو على الرابيهْ
كانت كأحلى ما يكونُ الصبا
وشاحُها الشبابُ والعافيهْ
مقلتـُها.. هدباءُ سوريَّة ٌ
ولونُها من عزَّةِ الباديهْ
ونهدُها.. فلقة ُتـُفـَّاحة
وثغرُها تنفـُّس الخابيه
وتمتم الغروبُ: شاهدتها
تبعثر النجوم في الساقيه
وقال عصفورٌ لنا عابرٌ:
فِراشُها من ورق ِالداليه
وباحت الغابة ُ: مرَّتْ هُنا
وانطلقت من هذه الناحيه
وقالت الوردة: كانت معي
وقطـَّعت غلالتي القانيه
واستقطرت من سائلي دمعة
ولوَّنَت حلمتها الناميه
سألتُ عنها الطيبَ في بيته
والريح.. والغمامة َالباكيه
والسفح، والضياءَ، والمنحنى
والليلَ، والنجمة، والراعيه
بحثت عنها الذرى.. في الكوى
وفي دموع الليلة الشاتيه
حتى إذا عدتُ إلى مخدعي
مُحطـَّماً، أجرُّ أقداميه
سمعتُ قلبي من خلال الدجى
يضحكُ منّي ضحكة ً عاليهْ
وكانَ.. أن رأيتها تختبي
من جنبي الأيسر ِ.. في الزاويه