1
(( متى أراك مرة ثانية ؟ ))
و اشتعل التاريخ في أصابعي العشر
و في كياني
فهل هناك امرأة عاقلة
تقبل أن تراني
و هل هناك امرأة ذكية
تراهن اليوم على حصاني
و هل هناك ناهد مراهق
يدخل مثل السيف في شرياني
أخطأت
يا أيتها الحسناء في الرهان
فلا أنا الشخص الذي قرأت عن أمجاده
و لا هنا إقامتي
ولا هنا عنواني !!
2
(( أين أراك مرة ثانية ؟ ))
هذا هو المأزق يا سيدتي
فانني أسكن في حقيبة السفر
أنام في حقيبة السفر
أستقبل النساء في حقيبة السفر
و أنجب الأطفال في حقيبة السفر
هذي شروط الحب
في أرض تميم, و كليب, و مضر
فما الذي يغريك في زيارتي
أنا الذي أصبح وجهى
مرة مثلثا
و مرة مربعا
و مرة مكعبا
و صالحا لرحلة واحدة
مثل بطاقات السفر
3
(( كيف أراك مرة ثانية ؟ ))
فاجأني سؤالها الآتي
من المجهول, و اللامنتظر
فلم أكن أعرف أن امرأة
مدهشة كالشعر
أو مرسومة مثل الصور
يمكن أن تجلس نصف ساعة
معي, على مقهى الضجر
و لم أكن أعرف أن امرأة
تخزن في أهداب عينيها
القضاء و القدر
تسند يوماً ثديها على حجر !!
4
(( متى أراك مرة ثانية ؟ ))
و انفجر السؤال تحت مقعدي كالقنبلة
كم أنت يا سيدتي ساذجة
ففي زمان عربي يابس.. و مالح
و خائف من نفسه
و خائف من خوفه
ماذا تفيد الأسئلة ؟
أين اذا أراك يا سيدتي
في كوكب المريخ.. أم على طريق الجلجلة
لا شارعي أعرفه.لا هاتفي أعرفه
لا معطفي القديم – لو رأيته – أعرفه
لا رقم الباص الذي يوصلني
إليك يا سيدتي, أعرفه
لا وطني المزروع في عيني,
كالقرنفلة أعرفه
فساعديني كي أحل المشكلة
5
أين اذن أراك يا سيدتي
حين يكون الله في زجاجة
و أنبياء الله في زجاجة
و الوطن المخطوف في زجاجة
و صورة الحاكم فوق رأسنا
جاهزة كالمقصلة
ما هي جدوى الأسئلة ؟
ما هي جدوى الأسئلة ؟
أيار (مايو) 1991