هل تبقَّى في أعيادك غير البكاء
وركض الهياكل العظمية، وأقنعة الجماجم
يا أمير الذكريات يا لبنان؟
سجينة أنا داخل أمسيات التنهدات اللامنسية
فأطلق سراحي في ليل الطقوس الجهنمية
حين يدخل حزني في حزنك كسيف يعانق غمده
والجنون يفكّ أسارنا معاً في طواحين البرق...
لم أرتد معطف الشيطان
ولم أزين شعري بوردة النسيان
مراكبي تشكو التشرد
ومراكبك المحترقة تشكو عربدة قراصنة المياه الآسنة..
بهدوء، أعلن انكساري أمام سطوة جرحك
وأعود لأتزين بهباب حرائقك
وعبثاً أغسل يدي منك في نهر السين
على إيقاع الجنون العابر في ليل النزوات،
وها هو حزني يمخر شوارع الثلج
بحثاً عن تقاطع خطوط الشمس والقمر في جبالك..
لم تنكفئ الأشواق يا أمير الذكريات
ولكن قمر الغربة،
أضاء مصابيحه الكشّافة داخل عيني
كي لا أراك وأنت تغادر صدفة البحر
لتقطن جرح قلبي..