* أيتها المرأة، هل تكذبين؟
- عذبة هي أكاذيب العشاق، وبريئة
تهز بذيلها مثل كلب صغير يلاحقك،
حائراً كيف يغتصب الحنان ولمسات الرقة.
* أيتها المرأة، هل أنت حزينة؟
- ثمة مأساة صغيرة في حياتي
اسمها التفتيش عن يد شاسعة كوطن
دافئة كحضن جدتي الدمشقية اللامنسية
جدتي "خيرية" التي تتعرق عطراً
ويتساقط الياسمين من ماكينة خياطتها العتيقة!...
لست حزينة، أنا حزن العالم
ففي صدري وطن يبكي..
***
* أيتها المرأة،اطرحي على نفسك سؤالاً.
خل كنتُ حقاً ذات يوم طفلة عذبة..
أم ولدت كما أنا الآن، شرسة جارحة ومجروحة؟
هل كنت ذات يوم عاشقة مجنونة الطيش
هل ركضت خلف رائحتك في الليل،
كالكلاب البوليسية، وتلصصت على سيارتك وهواتفك ونسائك،
ورصدت أنفاسك كمؤسسة مخابرات محنّكة تصيرها العاشقة؟..
وهل سأقدر على أن أظل أسبح بهدوء
داخل محبرتي، وأتأملك، وأكتبك بالمحبة والسلام
أم سأستيقظ فأجد نفسي راكبة حصان الجنون،
راكضة إليك في سباق الحواجز من جديد؟...