الكاتب : سالم عطير أضيف بتاريخ : 02-10-2015

هَذا أنا مُنْذُ خُلِقْتْ

 

كَمْ حاولت ُيا مَليكَتي أنْ أخفي حُبي لَكِ لكنَني لَمْ أستَطِعْ

فَهلْ تَستطيعُ الشَمسَ أن تُخفي نُورها

وهلْ تَستطيعُ الأشجارُ أن تُخفي أوراقَها وغُصُونها

وهلْ تَستطيعُ الجبال أن تُخفي عَظمتها

وهلْ يَستطيعُ الرَبيعُ أن يُخفي جَمالهُ وخضاره

 

فاعْذُريني.....

فاعْذُريني إذا كُنتُ أملِكُ قَلباً لا يَنْبِضُ إلا لأجلكْ

واعْذُريني إذا كُنتُ أملِكُ عينان لا تري سوى طيفكْ

واعْذُريني إذا كُنتُ أملِكُ فمً لا يَنْطِقُ إلا بحبكْ

فَمسكينٌ قلبي الضعيف ومَسكينٌ فَمي الأخرس ومَسكينةٌ عيوني العمياء.

 

فأيُّ جُرمٍ إرتَكبْتْ....وأيُّ خّطيئةٍ فَعلتْ

وأيُّ ذَنبٍ عَملتْ .... لأستَحقَ بموجبهِ الموتْ

هلْ يا تُرى لأنني أحْبَبتْ ..... وَصَدَقتُ بمَشاعري وما كَذَبتْ

فآهٍ على ليلٍ سَهرتُهُ أتأملُ في ابتسامتكِ

وآهٍ على كتبٍ ملأتها كلاماً بوصفكِ

وآهٍ على عمرٍ فَرشتُهُ ورداً تَحتَ قَدميكِ

فَكمْ تَحديتُ القَمَر في روعتِ جمالكِ

وكمْ جادلت الشَمسَ في إشراقِ نُوركِ

وكمْ تَحديتُ الأزهارَ في عَبيرِ عُطرِكِ

 

 

 

ولكنْ هَذا أنا مُنْذُ خُلِقْتْ

تَأبى مملكةُ الأحزانِ......أن تُفارقَ قَلبي

وتَأبى طُيورُ الحرمانِ....أن تُحَلِقَ بَعيداً عن جَسدي

وتَأبى جُيوشَ الهمِ..... أن تُعَسكِرَ بَعيداً عَن مُخيلتي

 

هَذا أنا مُنْذُ خُلِقْتْ

فإلى مَتى سَيَبقى العَذابُ رَحمتي

والى مَتى سَيَبقى التَعَبُ راحَتي

والى مَتى سَيَبقى اليَأسُ أملي

والى مَتى سَيَبقى الضَعفُ قوتي

والى مَتى ستبقى النارُ جَنتي.

 

أنا الآن أسهرُ لكي أُسَليَ الأرقْ

فَحِلمي الجَميلُ ..... قَد أنسرقْ

وبستانَ الحُبِ والأشواقِ قد احترقْ

 

أنا الآن كالسفينةِ بلا رُبانْ

تَسيرُ في بحرٍ عَظيمٍ من الأحزانْ

تَبحَثُ بكلِ جنونٍ عن جزيرةِ النسيانْ

 

 

 

 

أنا الآن أشكركِ من كلِ أعماقي

فقد جفَ نَهرُ الدَمعِ في أحداقي

وطارَ مع الريحِ ما تبقي من أوراقي

وأحْرَقتْ قَلبي نيرانُ أشواقي

أنا الآن أشكركِ مِن كلِ أعماقي

 

إكتشفتُ أني إلى دَربِ السعادةِ ليسَ لي سبيلْ

وَمَهْما عُولِجْتُ سأبقى العَليلْ

وَمَهْما كَبُرتُ سأبقى الذُليلْ

وَمَهْما قَتَلْتُ سَأبقى القَتيلْ

فَجُرحي عَميقٌ وليلي طويلْ

 

فَبعدَ كُلِّ قُصورِ الحُبِ التي بَنيتْ

وبعد كل لَألئ  العِشقِ التي جمعتْ

وبعد كلِّ ما فعلتْ

اكتشفتْ....

أنني قد أخطأتْ

فَهَذا أنا مُنْذُ خُلِقْتْ

هَذا أنا مُنْذُ خُلِقْتْ

 

19/5/2006

شارك الخبر عبر مواقع التواصل

التعليقات