الكاتب : سالم عطير أضيف بتاريخ : 02-10-2015
وصيتي إلى حبيبتي
أحبكِ جداً
وأعرفُ أني أواجهُ حتفي
ليسَ المهمُ أنا
حبيبتي ...
على عينيكِ كلُّ خوفي
أحبكِ جداً
وأيقنُ أنكِ كل حياتي
وحبكِ هو سرُ البقاء
وأنكِ امرأةُ لا مثيل
وأعلنُ بعدها وفاة كل النساء
أيا مرأةً علمتني لغةَ الطيورُ
ومعنى القمر
وزرعتْ دفتري بالوردِ والزهور
بعدما غطاهُ الحزنُ والضجر
هل يا ترى ظلمتكِ حينَ أدخلتكِ مدني
وحاولتُ تغيرَ القدرْ ..؟؟؟
أحبكِ جداً
وأشعر أني أخطُ حرفي الأخير
وقصيدتي الأخيرة
فبيتُ الشعرِ يا حبيبتي
لا يصلحُ أن يكونَ قصراً للأميرة
والسقمُ تفشى في دمي
وعروقي صارتْ لظلمهِ أسيرة
واليدُ اليمنى أصبحتْ كاليدِ اليسرى
قصيرة ...
وممارسةُ الكتابةِ تَحتَ النجوم
ومراقبةُ تحولِ القمر
هوايةٌ ألفُ خطيرة
أحبك جداً ...
وأقسمُ بمن خلق القمر
وكونَ السحابَ والمطر
ونثرَ الوردَ والشجر
واخرجَ الماءْ من احشاءِ الصخر
وأقسمُ بمنْ جعلَ قلبي بالحبِ
حديقةً تطلعُ الوردَ والزهر
وجعلهُ بالحبِ جنةً على الارض
بعدما كانْ آنيةً من حجرْ
أني أحبكِ
لكني ..
بعد موتي ... أوصيكِ يا قمري
أن لا تلبسي الأسود
ولا تلبسي العذاب
ولا تبكي على قبري
فأنا ... سأبقى أحبكِ
حتى لو كنتُ تحتَ التراب
أوصيكِ بفنجانِ قهوتي
ورسائلي إليك
وصورتي وعطري
أوصيكِ بعينيك
وشعري
وما تبقى من أجزاءِ أجزاءِ عمري
أوصِيكِ بالشتاءِ يا حبيبتي
دَلِـليهْ ..
وإن أصابهُ العطشُ يوماً
من ندى وجنتيكِ ..
ارويهْ ..
وعندما يبكي وحيداً
أخرجي
وقَـبِّلي كلَّ قطريةٍ فيه
عـانقيني .. عـانقيهْ
أوصيكِ بالربيع يا حبيبتي
وحيداً من غير عطرك لا تتركيه
ومن بساتينْ الوردِ والفلِ والياسمين
في عينيكِ .. لا تحرميه
وإذا أصابهُ الضجر يوما
جنانَ راحتيكِ .. أدخليه
أوصيكِ بالصيف بعد موتي
اوصيكِ بحرارةِ أشواقهِ
وشمسِ نهارهِ
وروعةِ لياليه
اوصيكِ يا حبيبتي
بكلِّ ذكرى
وكلِّ مكانٍ معاً ..
مشينا فيه
اوصيكِ بكل وعدٍ كاذبٍ
كنتُ بصدقٍ قد وعدتكِ فيه
وكل حرفٍ كاذبٍ
أنا بصدقٍ ألفُ مكتوبٍ فيه
أوصيكِ بشعركِ يا حبيبتي
ذلكَ الليلُ الجميلُ
أنثريهِ ...
فطالما حلمتْ أن أداعبَهُ
ولكن...
شاءتْ الأقدارُ لغيري
أن يقتنيه ...
ظلمتكِ معي ياحبيبتي
ظلمتكِ بغنائي
ظلمتكِ برسائلي
ظلمتكِ بشعري .. بعطري
ظلمتكِ حتى بصورتي
فسامحي عاشقاً يكتبُ على فراش الموت
ويعدُ أخرَ لياليه
جاءكِ
والحبُ يعتريه
والشوقُ يعتريه
والحزنُ يعتريه
والموتُ يعتريه
جاءكِ ...
وأكبرُ همهِ في هذه الدنيا
أن تسامحيه ...
أرجوكِ قبل رحيله
أن تسامحيه ...