الكاتب : يوسف السنوسي أضيف بتاريخ : 24-12-2015

درس في الفراق
 
 
أن تفقد هو أن تخسر رهانك،
رهانك الذي وضعته ضدّ جميع قوى الكون،
وضعته متأكدا من خسارتك،،،
الفراق يا سيدتي ليس أمرا عرضيا كما تأملين،
هو شعوران، قراران و نتيجتان،
يد عليا و يد سفلى،،،
لكن أي اليدين يداي؟
و أي المراكز مركزك؟
قرارنا الذي اتخذناه معا، لم يغير شيأ على وجه الكون،
لكنه غير وجه الكون في عيني أنا،
غير نظرتي إلى ورود الجار،
إلى سماءنا الصافية،
إلى كتاباتي على الرف،
فراقنا أيقظ كل حسراتي التي أودعتها مخزن الماضي،،،
يوم عاهدتني أن تنسيني خيبتي القاسية،
لقد صدقتك يومها،
و على حمق مني، مازلت أصدق
 
 
هواء غريب
 
 
كغريق يلفظ آخر أنفاسه... مكرها،
كذلك هي آخـــر لحظات الحب.
كحبات الندى، يتساقطن تباعا
فيزعجن سكون البـــركة الهادئة،
كما تنكمش زهرة ساعة سحرٍ جائرة، 
ينقبض قلب المحب، المريد... الطامع عبثا
في عودة من نقطة اللارجوع الغادرة،
كصورة للسماء... من تحت الماء التقطت،
مبهمة التفاصيل... واضحة الفكرة و النهاية،
كقيلولة تحت شمس حزيران، ترجو لو تطول
كحلم جميل، تتشبث به إذ تصحو.
 
 
 
معركة خاسرة
 
 
عرفتك... و لم أستشر،
إخترتك... و لم أنتق،
أحببتك... و لم أدرك،
أردتك... و لم أندم،
نزعت عن كل زهورك أشواكها...
و جراحها لم تلتئم،
حاربت لأجلك... و لم أهزم،
قذفتني ريحك يمنة و شمالا،
لم أنحني... لم أغير وجهتي،
صوبك كنت أشد الشراع و أناور،
لا... أرفض ذلك،
أرفض الإعتراف بخسارتك،
أرفض أن أنام عليل القلب بسببك،
إذاً، ما دام درعي لم ينكسر،
سأقــــــــــــــــــوم
 
 
شتاء موحش
 
 
للشتاء أقول... هات ما عندك،
زمجر رعدا عن أنيابك...
فليكفهر وجهك في وجهي أنا،
و دع الكون ينعم في سباتك،
للشتاء أقول... إكشف عن قسوتك،
إفرش الأرض كساءاً أبيضاً... 
كي ترتعد أوصالنا نحن العراة لجبروتك،
عراة أنا و أنت إن لم يكن لك صدرٌ
تحن إليه... و يحنو عليك،
رحالةٌ... ضاعوا في إحدى العواصف،
و تناسى القوم أن يسألوا عن الذي حصل،
تناسوا حتى التسائل عما جرى!!
هل كان بينهم بطل أشعل سترته؟؟
هل ضاعوا حقا... أم قصدا سلكوا طريقهم!
نحو الريح... نحو المجهول، نحو الردى!
لا قصة تروى عن الفتية الضائعين،
لا بطولة... لا عظمة، لا شئ يروى
سوى همسات يتداولها المعزّون بينهم
سوى إشاعات صبايا الحي بينهن، يهوّن بها
إرتعاشة أجسادهن الهزيلة، و رجفةً في القلب.
ضاعوا... و الحكاية ضاعت، و الحقيقة... مُدَارية
أَصغِي إلى الريح... أَصغِي جيدا!
هل تحكي الريح شيأً عنهم!؟... ماذا تقول؟
... لا شيء... لا شيء إطلاقا،
سوى زمجرة في الأفق البعيد
... هل من مزيــــــــــــــــــد؟
 
 
موتي المشتهى
 
 
حبي لك هو أن أحتاج إلى أن أحتاجك
هو أن يتسع الكون لوجودك على عرش قلبي!
هو أن أستحي من أن ألمسك و أنا كلّي رغبة جارفة
هو أن أستحي من رعونت يداي
هو خشيتي على رقة الحرير في جسدك الفاتن
لكم أتمنى أن أشتهي منك الوصال في جفاءك
كيف يمكن لي وصل من لم ينفصل عني مذ أسميته حبيبي
ليتني أراك مغمضا...
ربما كنت أسميك حلما حينها،
ولكني أراك وعيا، غيبا، في السقف، البلاط... في كل شيء ولا شيء
أراني جننت بك ولا عودة من ذالك
أراني أشتهيك و لا شيء لي منك سوى السراب
أراني أجن، كل يوم و كل ليلة
ليته كان سجني كي أبكيه،
ليته كان قيدي فأعانده
لكنه موتي المشتهى الذي أصبو إليه

شارك الخبر عبر مواقع التواصل

التعليقات