الكاتب : مروه عبدالله أضيف بتاريخ : 26-12-2015

كُلّ هذا العَالَم المُرتَجَل - البذيء أستطيعُ أن ألمحهُ من ثُقبِ إبرة و أن أحصِي عدد العاشقينَ الذّين يتبادلُون الوعود الشفّافة تحتَ عتمة الأرصفة - في غيابِكَ .
و في غيابك أيضا يبدُو كُلّ شيءٍ تافهاً .. تافهاً للدرجة التّي أقفُ فيها على بُعد خُطوة منّي و لا أستطيعُ الإقترابْ .
 
أنا مُؤمنة بسذاجتِي و عجزي عن نسيانِك ، رُبّما لأنّك الرجل الذّي دنوتُ منه حتّى أهديتهُ جِلدي ليتمشّى تحتهُ و يرقد و يكتب الشعر و يدخّن النارجيلَة - هكذا بدون مُقدّماتْ .
الرجل الذّي أودعته أسراري الصّغيرة دون أن أجمّلها ، فتحتُ له ذاكرتي ليقرأ بنفسه ما أخفيه في جيوبها و لم أخشَ مُطلقاً أن يسخر من بدائيّتي في الحوار و من جهلي للرّقص و من جنوني حين يحرّك المطر الطفلة التي أخفيها وراء وجهِي العشريني .
 
رُبّما لأنّك الشيء الرائع الذّي حدث لي طيلة أربعٍ و عشرين عاماً من الخُلود بين الظلّ و العتمة .. الشيء الذّي يحدثُ فجأة دون أسبابٍ .. يقفُ بجواري و يحاورني و يغنّي لِي و يقرأ لي الروايات الخياليّة و يعدني بمثلها .. هكذا دون سببٍ .
 
و دون سبب أيضاً علّقني بينَ غيمتيْن و رحلَ .
أعلمُ أنّني فاشلة في صياغة نهاياتٍ جيّدة لنصوصي .. خاصة إن كنتُ أتكلّم عن النصّ الأعظم في حياتي .. عن الرجل الذّي يجلس فوق أناملي - الرجلُ الذّي لا أستطيع كتابة غيرهِ .. حتى نفسِي .
_
لِـ مروة عبد الله

شارك الخبر عبر مواقع التواصل

التعليقات