الكاتب : حلا عماد أضيف بتاريخ : 11-02-2016

كنا في الصدقِ حكاية 
و ليست مثلنا حكاية 
أنا و أنتِ  و الوعود
و جنائن الحب التي كنا فيها ورود
 و لكن قبل أن يقطفنا الزمان 
و قبل أن يهدينا القدر للنسيان 
كنا يا عزيزتي , أجل نحن كنا رفاق 
و كانت عطورٌ في قلوبنا تفوح بالأشواق 
, كنا أحبة
كنا يا صديقتي , و لكنها الخيبة
فأنا يا صديقتي , لم أعِ للحظة جرحكِ
لم أعِ صدقا 
هل خيبتي بالصدق , أم هي خيبة الصدق بكِ 
هل تذكري يا صديقتي
  كيف كنا
و كيف صرنا 
هل تذكري حقا  
 ذاك المستقبل , الذي قد رحل مع يومٍ  مضى قبل أن يأتيعلينا 
أو تذكري تلك  الهمسات التي سَرَرَتْنَا إياها شمس رفقتنا 
أو ربما يا صديقتي تذكري فنجان قهوتنا الذي لطالما اهتدى به صباحنا 
و أغاريد الليل التي تغازلت بها أمسياتنا
أظنها قد نستنا الأقدار  يا صديقتي 
و أظنها لم تُقَبِلُنَا قبل أن تُوَدِعُنَا 
قطفتنا أيامنا من جنائن الأزهار 
و لم تكترث لحظة  لجراحنا 
كم قاسية أنتي أيتها الأيام 
على صغار الأحلام 
التي قتلها الوقت قبل أن تخرج من أرحام  الحياة 
و  مزقها الهجر إلى أن تتناثر في فضاء المعاناة 
أتدرين يا صديقتي 
أنتِ لي مأساة 
مذ رحلتِ 
و مذ رحل الصدق و أُطْفِئَتْ شموعنا 
مذ خدشت وجنتاي الدموع 
و  مذ قالوا عن قلبي أنا موجوع 
فآه يا صديقتي , لو تدرين  
لو تدرين يا صديقتي , كم سخر مني الحنين 
و كم بكى لأجلي الأنين 
كم لعنت ذكرياتنا  السنين 
و  بعثرتني دونا عن الفرح في دربي الحزين 
آه يا صديقتي 
من جرحٍ لا ينتهي 
و دمع لا ينتهي
وكأنني مغترب 
مذ رحلت عن وطن الصدق الذي لطالما كنت به أحتمي
فحينما  كنا سويا 
كم كنا للوفاء هواة 
و كم هزمنا أشغال الحياة 
كم رقصت لأشواقنا الزهور
و غردت لصدقنا الطيور
كم غارت منا السماء و الأرض 
و كم رجونا من الصدق أن يفي بالعهد
تفارقنا يا صديقتي 
و طال البعد 
تفارقنا  
و ضاع الوعد 
و ضاعت كل الأغاريد 
فهل  نسيتِ يا صديقتي 
هل نسيتِ كل الرقصات 
مذ قطفكِ عني الزمان 
و  مذ فقط أهداني الآهات 
و لم يهدِني  كتب النسيان 
فكيف يا صديقتي 
كيف ترحلين 
و قلبي بكِ عليل 
كيف ترحلين 
وكيف  لا تسألين 
عني , وعن صدقنا الطويل 
أتساءلُ  يا مأساتي 
كيف و كيف 
كنتِ  ببي و بالصدق  تتلاعبين 
كيف و كيف 
باسم الصداقة أنتِ تتسمين 
لكني اليوم , يا , يا  .....!
عذرا , لن أقول صديقتي 
فها أنا جئتكِ
 و قد حملت كل اللوم في أغرودتي
جئت لأخبركِ 
انتهى اليوم , في حكاية الصدق دوركِ
فكم راق لي حقا , في الدور أنكِ كنتِ صديقتي

 

شارك الخبر عبر مواقع التواصل

التعليقات