الكاتب : ابتهال الشايب أضيف بتاريخ : 11-08-2016

"إلي أين ذاهب أنا الآن؟"
سار يزن وهو لا يعرف ما الذي يفعله :"هل يوجد مخرج بسهولة من هذه الأرض ؟ إن وجد لكان جميع الموتى تركوا هذه الأرض وعادوا إلي الحياة ، لا يهم سأسير.. بالتأكيد ساجد شيئا ، أي شئ يخرجني من هذا الضياع ،  أنا لا أريد المكوث هنا ."شهر بان الأشياء محبطة من حوله بشدة ، أحس بان الحياة تلك جافة عديمة الإحساس ..والموت أيضا ، والإنسان يعيش مأسوفا عليه يشفق علي حاله :" بالتأكيد هؤلاء الموتى تألموا كثيرا ..بالتأكيد تعبوا . ماذا فعل الإنسان لكي يموت أو يحيا ؟" هكذا فكر في ذلك وهو لا يميز الفرق بين معني الحياة والموت ، الموتى يتألمون من أشياء لا يعرفونها ولا يتذكرونها ، والأحياء أيضا من الواضح إنهم يتعذبون من أشياء ربما يدكونها جيدا . من الذي يتحكم في كل هذا ؟ من الذي يفعل بهم كل هذا ؟ بالتأكيد هناك احد يتحكم بالموت وبالألم وبالحياة ، بالتأكيد هناك احد احضر هؤلاء الموتى ألي هذه الأرض ، شخص قوي ..اقوي منهم وغير مرئي لأنهم لم يروا احد سواهم .: وتوقف عن السير :"ربما يكون مختبئا هنا أو هناك ، لكن من يستطيع حمل كل هذه الجثث دفعة واحدة ؟ خاصة إنهم متشابكين ببعضهم البعض وثقلهم يزيد أكثر عند التشابك :"هذا القوي هو الذي يفعل ذلك .:

 

لا يعرف يزن إذا كان هذا القوي إنسانا أم شيئا آخر ، لكنه يدرك تمام الإدراك بأنه هو من يعذبه ، وهو من بعث به وأرسله إلي هذا المكان ، وهو الذي أنساه معاني الحياة والكلمات والمرادفات ، وهو من جعله أبكم عن الكلام  لا يعرف سوي الصياح والصراخ الذي يتبادله الموتى ليلتفتوا  إلي بعضهم البعض ، لا يعرف ما الذي يرديه منه تحديدا ، الجانب الذي أسعده في ذلك انه اكتشف شيئا آخر ..أن هناك قويا . هذا الاكتشاف  أعطاه بعض الأمل ، جعل الأشياء تتضح ألوانها قليلا في نظره ناظرا فيما حوله بخبث :" ربما سأعود إلي الحياة ."

 

شارك الخبر عبر مواقع التواصل

التعليقات