الكاتب : فيروز فوزي الحسن أضيف بتاريخ : 18-08-2016
جلست أتأمل زرقة السماء
و رأيت طفل لم يتعدى الربيع السابع من عمره
لا يحمل سوى أحلام بألوان الطيف ،
و يحفر بقدميه الصغيرتين في أديم الأرض بصمات خفيفة تذروها الشمس العابرة
كل يوم فوق الجسر ذاته
و كان الطفل يسير خلف والده الذي يؤمن له الحماية المعنوية من زمرة الصيادين
و من زرقة السماء الى زرقة الماء عند الشاطىء حيث الزبد يشكل لوحات لونية مثيرة للتأمل
يجلس الأب فوق صخرة على الشاطىء ليصطاد السمك و هو يسمع وشوشة البحر و هدير الموج و خشخشة الرمال تداعب الحصى .
الماء قريب يكاد يلمسه وقطرات العرق تسيل على وجهه مثل لألىء ترصع تيجان الملوك
هنا و هنا يجلس الأطفال يداعبون بأناملهم الصغيرة حبات الرمل الذهبية
و هذا بائع الذرة الذي رسم الزمان على وجهه خارطة الطريق
و فجأة رأيتها أعجبت بجمالها ذكرتني بطفولتي
خضراء فتية ، و ما ان مرت لحظات حتى صارت تترنح يمنة ويسرة
خفت و صرت أترنح مثلها محاولة انقاذها ، ظننتها أنا فحاولت أكثر وأكثر
لكن دون جدوى ....... و بعد لحظات توقف الترنح
توقف التأمل
توقف لعب الأطفال
في لحظة ... توقف كل شيء
و صرخت بقوة لدرجة انه لم يسمعني أحد
و في صمت قاتل سقطت
سقطت اخر ورقة بالشجرة الكبيرة
لا أعرف لماذا أحسست بأني من سقطت
وقتها سمعت صوت يقول :
لقد فكرت أكثر من اللازم
فاستجمعت تأملاتي و كلماتي الحبيبة المبعثرة هنا و هناك و ذهبت
ذهبت في طريقي
...
فيروز فوزي الحسن