الكاتب : خولة أيت بن وكريم أضيف بتاريخ : 19-08-2016

- في الدراسة .. سهرت ، تعبت ، بكيت ، فشلت ، مرضت ، تعصبت ، تحملت ، عملت ،  لكنني و بداخلي كنت راضية تماما ، لأني فعلت كل ذلك من أجلي و من أجل نفسي و لم أفعله لأجل شخص آخر. و لأني أريد أن أكون كما أحب لا أن أحب ما لا أريده.

 

كنت أعلم أنه من بين أشد الأسلحة فتكا و التي يستطيع أيا من أراد ، إمتلاكها .. هي الدراسة. رغم كل الأقاويل التي يتم تداولها بين عامة الناس و التي روج لها الفاشلون و الكسالى الذين إختارو أقرب الطرق للدراسة من أجل العمل في أقل عدد من السنوات ظنا أنهم بذلك كانوا أكثر ذكاء من البقية ، فإذا لم يحصلوا على عمل سبوا الدراسة و عيروها.. يدرسون قليلا و يبقون طويلا في إنتظار عمل و لو درسوا لكان العمل في موعد معهم و لما إضطروا إلى إنتظاره ، و إلى هدر أوقاتهم بطالة.

 

بدواخلنا نعرف الحقيقة و لو كثر الصخب من حولنا ، عندما أعود إلى نفسي أميل دائما إلى إعطاء أولوية إلى كل ما يصب في مصلحتي ، و على ذلك أن يبدأ غالبا  كآخر تقدير من بداية العشرينيات. و هكذا فإن نفسك ستحدثك أن من مصلحتك الدراسة إلا إن كانت أمارة بالسوء.

 

 أدرس لأنك تستطيع .. لأن هناك المئات من الأشخاص يتمنون الحصول على شهادة باكلورياس بنفس الميزة التي حصلت عليها أو أقل لكنه لا يقدر ، لأن هناك من يريد أن يتم دراسته لكنه لا يملك الإرادة و لا الشجاعة لذلك ، و لأن هناك من حطمه الفشل و طمس معالمه و رمى به إلى الهاوية في حين تغلبت عليه و قمت من بين ظلماته إلى نور النجاح من جديد و لم تتوقف بمجرد أن تعثرت. و لأنك و مهما قال الناس و مهما كانت افعالهم  فقد أعطيت اهتماما اقل بهم و اهتماما اكثر لتحقيق طموحاتك ، بينما غيرك توقف بمجرد ما تم التضييق عليه و الإستهتار به أو الصراخ بوجهه .

 

إفعل شيئا من أجلك ، من أجل نفسك لا غير .. أدرس و إن لم يكن هناك من يساندك ، أدرس حتى و لو لم تمتلك ريالا ، أدرس و إن حطموك بسلبيتهم ، أدرس و لو أملوا عليك بفعل أمر آخر ، أدرس و لو إستهزءوا بطموحاتك ، أدرس و إن عنفوك قولا و فعلا ، أدرس بالرغم من أنوفهم إن منعوك ، أدرس و لو أفتوك بغير ذلك ، أدرس و إن وضعوا مسدسا برأسك لتتركها .. أدرس ثم أدرس ثم أدرس.

 

إتعب ، إجتهد ، إستغل الفرص التي بين يديك ، أنت في العشرينيات فلا تنتظر نهايتها لتعرف كم أن الدراسة أمر مهم و مصيري ، ثم تأتي لتصدع رؤوسنا و تندب حظك و تعلن الندم .. بعد أن تحس أن سنوات عمرك ضاعت و أن أصدقاءك الذين كانوا بصحبتك فرقت بينكم السبل و قصد كل منهم حال سبيله .. بينما أنت أهدرت تلك السنين بالنوم نهارا والجلوس على المقهى ليلا. متعطلا عن الدراسة/العمل كسلا أو استكبارا.

 

خولة أيت بن وكريم

شارك الخبر عبر مواقع التواصل

التعليقات