الكاتب : محمود عبد الغنى أضيف بتاريخ : 23-08-2016
كل الشكر لاولئك الذين علمونا .. كل الشكر لاساتذتنا وشيوخنا فى الكتاتيب والمدارس والمساجد ..
لا انكر جميلكم الطيب وضمائركم الصافيه ..
ولكن
" لابد من تلك ال لكن "
هل ما علمتونا اياه يصلح فى مجتمعنا هذا .. ؟
الصراحة .. الصدق .. الامانه .. الخُلق .. الثقه فى الناس وفى النفس .. " شرارة والسلسله "
ايها الساده الافاضل .. الا تنظرون حولكم ..
تغيرت القيم .. النفاق صار شرعا والكذب يسطع من افواه المتكلمين ..
الى كل من علمنى حرفا .. او تفصيله فى خريطه .. او فكرة فلسفيه او .. او ..
ما نفع اللغه العربيه فى زمن " اشطه يا سميلى " و " الكحرته خلاص بخ " ..
اذكر ان المدرس شرع فى شرح الاسماء الخمسه .. سبع حصص متواصله .. ولا ادرى مافائدتها الان حتى بعد ان علمت انهم سته ..
وما نفع التاريخ اذ ان المنتصر هو من يكتبه دائما ..
وما نفع الجغرافيا .. فهى تتغير كل يوم
وما نفع مادة الدين .. حيث لا دين الا فى المساجد .. وان وجدته .. !
الى الان لا اعلم فائده واحده ل " جا و جتا وظا وظتا "
الفقه .. الصرف .. اصول الدين .. التوحيد .. الادب .. الفلسفه .. الحديث .. المنطق ..
اسال اى شاب عن معنى تلك الكلمات سترى جحوظ عينيه و " والله ما اعرف انت بتتكلم عن ايه " .. !
كل الشكر والتقدير الى من علمونا وربونا وتناسوا ان يخبرونا ان كل ذلك ارخص من الورق الذى كُتب عليه
طيب .. سؤال لابد من طرحه .. ؛
لما لم تخبرونا ان المجتمع الفاسد يحتاج الى فاسد من الدرجة الاولى لكى يكون من الزمرة الناجحه .. ها .. ؟ وبعدها تتركوا لنا حريه الاختيار ..
اما فاسد ناجح .. او صالح فاشل .. ؟
وعلى فكرة لم اقابل ذلك العبقرى الذى جمع بين شقى المعادله .. على الرغم من انى قابلت اشخاصا بعدد احرف هذا البوست ..
فان وجدتموه فاخبرونى لعل اليقين يعود الىّ .. !
...........
لا وقت لليأس .. فلنتكلم بتفاؤل
اعرف انك تنشكح حين اذكر اسمها .. !
تلك الميم .. قُبلة فى اول اسمها
الهاء .. اه من الهاء ..
أت لى بحرف يخرج من الروح مثله .. !
لابد ان يحتوى اسمها على هذه الاحرف
ذلك الوجه الذى لم يُخلق إلا ليُرسم .. او يعشق .. او يعبد .. !
اعتقد يا صديقى ان الكون برمته قد خلق فقط ليكون خلفيه لصورتها الشخصيه .. وان الاشجار قد وُجدت لتنبت ظلا تحتمى به من شمس جاءت لتهبها نورا ترى به الموجودات ..
طيب ..
اليك السيناريو ..
وعلى فكرة حان موعد الياس .. فلتغلق " ضبك المفشوخ " .. هذا .. !
تحبها فى لحظه .. وتعترف لها بعد قرن .. فتعترف لك بعد اخر .. وقبل ان تقضم اذنيك الكلمه من ثغرها .. تكون شمس اللقاء قد غربت .. واذن مؤذن انكم لمفترقون .. !
ترحل هى او ترحل انت .. الامر سيان
بينك وبينها محيييط .. لابد وحتما ان يمتلئ بالجنيهات والدولارات والذهب .. !
بينك وبينها صراط غير مستقيم يتدلى فوق سعير الفراق
اؤمن انه لا معجزات فى عصرنا .. فلن تشرب من اجلك السم ..ولن تهرب معها الى جزيرة لا يعرفها احد .. !
كما اؤمن ان النهايات السعيده قد استنفذتها السينما فلم يبق للواقع شئ .. !
حسنا .. سيملأون عقلك بكل عبارات التفاؤل ..
هى لك .. وانت لها .. هى نور وانت نار
وما النار إلا نور .. !
سوف تقتنع وقتا .. مفعول المخدر ليس كمفعول الاستئصال ..
انا الاستئصال ..
يا " بطش " .. ليست لك .. !
النور للملائكه ..
والنار لك ولامثالك .. !
.....................
كلهم حولى .. اهلى .. اصدقائى .. وطبيبى الذى ينظر بتلك النظرة القائله :
" الان .. انا اسف .. وداعا "
أشتعلت النار بداخل اسفل بطنى.. استعرت و قطعت امعائى .. صعد لهيبها الى صدرى ولفحت اوداج قلبى . فافحمته .. تصاعد الدخان الى راسى فلم يجد منفذا .. فاستحال دماغى الى اتون يغلى .. تقرقر خلايا مخى من الغليان .. وتتصدع جدران جمجمتى ..اضع يدي على اذني واضغط على فمى و أصك عيني صكا .. لا فائده .. الم عااارم .. يجتاح كل نسيج فى جسدى .. ينظرون الى فى اسى .. بعضهم لم يتحمل فاجهش بالبكاء وتولى
الوجع يعزف سيفونيته الخاصه بداخلى..
صداع لا يكفيه نهر من المسكنات
ووخز ابر فى صدرى يصير بجانبه الحرق حيا لعب اطفال ..
أشعر بكل التواء فى امعائى .. وكل نتوء فى تلافيف مخى..
لو كان الالم رجلا لقتلته .. هكذا حدثت نفسى ..
الموت راحه ..أعترف ..
لطالما سألت عن الموت .. بحثت كثيرا جدا .. ويظل لغزا قائما لا حل له .. كذا لم يعد احدهم من هناك ليخبرنا ماذا وراء بوابة الموت .. و .....
لا اقوى على سماع صوت نفسى .. مطارق من فولاذ تصر على ضرب كل وريد فى جسدى
اراهن ان الموتى ينظرون الينا ويسخرون منا يشفقون علينا .. ويعلمون اننا نشتاق اليهم
آآه .. رحماك يا لطيف
نحن لم نرى ذلك العائد من هناك ولن نفعل .. ولكن بين ايدينا عقيدة راسخة تريح صدورنا شئ ما
بدأ الدم ينفر من انفى .. هل هى النهايه
الموت عتبة كلنا سنخطوها .. سندلف الى عالم اخر .. قوانين اخرى .. لا فيزياء ولا جغرافيا .. لا لغه ولا ادب .. فقط تاريخ
كل ماضيك سيتمثل لك .. سيكلمك ..
إما يوجعك منظرة او ستفرح بلقياه ..
بلغ الامر التراق .. وايقنت انه الفراق
لا اشعر باى شئ الان ..
راحة تاااامه وسلام مطلق ..
الحقيقه اننى لم ابك ابدا على موت عزيز ولكن الفراق هو الذى يصعب المسأله ..
ارى الموجودات بطريقه اخرى يصعب عليا وصفها .. هناك الوان لم اعتقد انها موجوده
هل ستصدقنى لو قلت لك ان ملك الموت ليس بهذا السوء الذى يصفونه به
فلتأذن لى بالانصراف .. !
................................
محمود عبد الغنى