الكاتب : ياسر الاطرش أضيف بتاريخ : 11-10-2016

 

 

سنحبُّ ما دمنا نعيشْ، ونعيش ما دمنا نحبُّ..‏

سنظلُّ نكتب فوق أسوار الحياةِ‏

-لنا إلى أيامنا الخضراء دربُ..‏

ونظلُّ نزرع في حقول اليأس أرجلنا‏

لتنبتَ تحت أرجلنا مسافاتٌ وعشبُ..‏

ونظلُّ نرسم ضحكة الأطفالِ.. حتى يضحكَ الأطفالُ‏

نستجدي العواصم والقرى‏

حتى يصير لكلّ عاصمةٍ مكان حجارة الطرقاتِ.. قلبُ..‏

سنحبُّ ما دمنا نعيشْ..‏

ونعيش ما دمنا نحبُّ‏

 

***************

علميني كيف أحيا

إنني ضيّعتُ في الذكرى حياتي

علميني

كيف أبقى أزرقاً كالبحرِ

صيفيّاً

كحلّم النورس المسكون حتى حزنه

بالأغنياتِ

علميني كيف أبكي

إنّ لون العشب في عينيكِ

يغري بالندى

جائعٌ صوتي لإسمكْ

ضرجّيني بالصدى

 

************

في الليل يسقط عن متاريس القلوب الخوفُ‏

تنشقُّ الصدورُ‏

وتنبت الأحلام كالأعشاب فوق وسادة الوقت الفقيرْ..‏

في الليل يعبرنا الأسى‏

وتُعرّشُ الأحزان فوق بيوتنا/ الكلماتُ تنفض عن جناحيها الغبار‏

وتستريح على بياض الصمتِ‏

في النهر الذي بين الحقيقة والكلامْ‏

في الليل ينتحر الظلامْ‏

وتمارس الأشياء خطوتها البريئةَ‏

كلُّ شيءٍ نامَ.. إلا أنه لا شيء نامْ‏

في الليل تغتسل القلوب بماء صحوتها‏

وتنبضُ.. أنْ على الناس السلامْ‏

*************

وأخيراً

ها أوصدتِ البحرَ

ونام الحارسُ

بين السرّ... ومايخفى

وأخيراً

أقنعتِ الأوجاع الصاعدةَ

من القعر إليكِ

بأنكِ أعلى..

أرصفتي تكفي للعرسِ

وكي تعبر أيامكِ

غيماً

فلماذا غيّرتِ الشارعَ

يابغدادُ

وكان عليٌّ يشرب قلبي

كي يهديكِ صلاة الفجرْ..

بعدِك

يابغدادُ

لماذا أحرس وجهي!

ولماذا أسرق من أمي لحظة دفءٍ

من يحميني من ذاكرتي؟

*************

مُستغرقٌ هذا المساء بحزنهِ

حتى النخاعْ

صمتُ القرى

سيفٌ على فرح السنابلْ

وكأنّ شيئاً ما -بنوم القلبِ- ضاعْ

حتى الأصابعُ

-قبل موسمها بعُنقودينِ-

خانتها المناجلْ

وحبيبتي؛

جاؤوا على أشواقها بدمٍ كَذِبْ!..

بل سوّلتْ أمراً لهم؛ روما

وأجمل مايفوز به الحريقُ

دمٌ مقاتلْ..

*************

قمراً سيسقط- بعد أغنيتين- وجهكِ‏

حيث أضلاعي تفتّش عن حليب البحرِ‏

عن عشبٍ يُضمّدُ ما تكسّر من زجاج الروحِ‏

عن وجعٍ جديرٍ بالفَراش وبالخيولْ..‏

عبثاً‏

أحاول أن أمدَّ يدي إليكِ‏

فأنتِ أقصى‏

أنتِ أبعدُ من بريق الخوفِ‏

أوسعُ من مساحات اللقاءِ‏

وأنتِ شيءٌ كان ينقصني‏

لأنبتَ وردةً في الماءِ‏

أبكي الجائعينَ‏

وأشتري لدمي قميص الحزنِ‏

أصرخ في الشوارعِ‏

-يا شوارعُ.. يا بيوت الناس..‏

يا مستقبل الفقراءِ.. آويني‏

فظلُّ صديقتي سرقته أضواء المدينةِ‏

والبقيّة من ضفائرها تمشّط أعين الغرباءِ‏

نامي يا شوارع فوق أحلامي.. ليختنقَ البكاءُ‏

هي قبلةٌ أخرى‏

ويصلبني الحنين على شفاهكِ‏

أو يفوز الجبُّ بالطفل البريءِ‏

وأرتدي قلبي أباً أعمى.. ويعبرنا المساءُ‏

 

شارك الخبر عبر مواقع التواصل

التعليقات