الكاتب : احمد تيناوي أضيف بتاريخ : 11-10-2016
أريد أن أصدق أنكَ لم تتغيَّر، وأنكَ بقيت كما أنت.. تعبتُ مما تقول لي، سمعت منك ما يكفي وأنت تؤكد أنك مازلت أنت، وأنك بقيت كما كنت.. لكنني بحاجة إلى أن أصدّق، بحاجة إلى نزع شك يُقلق روحي، وغربةٍ تطلب مني ألا أصدّق..
كنتَ أجمل، وكنتَ أطيب، وكنتَ أكثر حناناً ورقة.. لماذا اختفت يدك التي كانت تمسح على رأسي، ولماذا غاب من كان يسعف روحي.. بكلمة «حبيبي»؟!.. أين المكان الذي وعدتني ألا يجلس فيه أحد يشبهني؟!.. بمن سأحتمي بعد الآن وقد أخذت النور الذي كان يلازمني مثل ظلي؟!.. هل تدلّني إلى أحد سيسألني ما إذا كنت جائعاً بعد الآن؟!.. هل تخبرني من سيقلق عليّ إذا مرضت بعد الآن؟!.. هل تعرف أحداً سيغفر أخطائي دون أن يمنَّ علي بأنه غفر لي؟!.. هل ستأتي إليّ بأحد يحبّني لأنه يحبّني.. هكذا لوجه الله.. دون أن يطلب مني شيئاً سوى أن أكون كما أنا، كما رآني أول مرة؟!..
أنتَ تغيّرت.. أنتَ لم تعد أنت.. فكيف تريد مني أن أصدّق؟.. كيف تريد مني أن أتعاملَ معك كما كنت أتعاملُ معك من قبل؟.. أيها العالم: أنا بحاجة إلى أن أصدّق، أنك بقيت أنت، كما أنت، بعد غيابها.. بعد أمي.