الكاتب : احمد تيناوي أضيف بتاريخ : 30-12-2016

الحزن قاسٍ بلا دمع، والفرح قاسٍ بلا دمع .. الغبار قاسٍ، واللقاء أيضاً قاسٍ بلا دمع .. ما أقسى الحياة عندما لا تدمع العين من أجل حياة لم نعشها .. كلّ دمع سكينة لحزن، وكلّ دمع تأججٌ لفرح، كلّ دمع نقاء لعين وتتويج لغبطة الروح ..

 

الدمع يسقي جذور الإنسان فينا، يحيي أزهار الشوق وينضّر ثمرة العيش .. الدمع فرصة للتجدد، للنقاء، لاختبار الحكمة.. كلّ دمع تذكّرٌ لماض، وكلّ دمع توقٌ إلى مستقبل .. سكون العين دمعها، وسكون الروح دمع العين ..

 

العين التي تدمع لا تغمض، والعين التي تدمع لا تنام .. لأنّ الدمع حزن، ولأنّ الدمع فرح .. ماء ينبع من الحكاية .. والحكاية أنت بكلّك .. قلبك، عقلك، وروحك.. الحكاية هي «آخر» أدمع العين وأدمى القلب .. هي «آخر» فجّر ينبوع البكاء دمعاً ..

 

أعزّك بغسول اليقين، وأذلّك بغسول الشك .. غسول يكوي عينيك ليشفي قلبك، ويشفي قلبك ليؤنس وحشتك .. فابكِ، ولا تهتمّ .. ليس عيباً أن تبكي كنت من كنت، وأين كنت، ومتى كنت .. ابك، لأنّك تعرف أنّ الحزن بلا دمع أقسى عليك، وأنّ الفرح بلا دمع أقسى عليك .. وأنت لا تحبّ القسوة .. فابكِ لأنّ الدمع أحنّ عليك منك .. ومنك يأتي الدمع .. عليك .. عليه، علينا.. نحن الذين كلّما قسونا جفّ كلّ شيء فينا .. حتى الدمع!!

شارك الخبر عبر مواقع التواصل

التعليقات