الكاتب : محمود درويش أضيف بتاريخ : 16-04-2019
الظل لا ذكرُ ولا أنثى - محمود درويش
---
الظلُّ
لا ذَكَرٌ
ولا أُنثى
رماديٌّ، ولو أَشْعَلْتُ
فيه النارَ...
يتبعُني، ويكبرُ ثُمَّ يصغرُ
كُنت أَمشي. كان يمشي
كنت أَجلسُ. كان يجلسُ
كنت أركضُ. كان يركضُ
قلتُ: أخدعُهُ وأخلعُ
معطفي الكُحْليَّقلَّدني،
وألقي عنده معطفَهُ الرماديَّ
آستدَرْتُ إلى الطريق
الجانبيّةِ فاستدار
إلى الطريق الجانبيّةِ.
قلتُ: أخدعُهُ
وأخرجُ
من غروب مدينتي
فرأيتُهُ يمشي أمامي
في غروب
مدينةٍ أخرى...
فقلت: أعود مُتّكئاً
على عُكَّازتينِ
فعاد متكئاً على عكازتينِ
فقلتُ: أحمله
على كتفيَّ،
فاستَعْصَى...
فقلتُ: إذنْ، سأتبعُهُ
لأخدَعَهُ
سأتبعُ ببغاء الشكل سُخْريَةً
أقلِّد ما يُقلِّدني لكي
يَقَعَ الشبيهُ على الشبيه
فلا أراهُ، ولا يراني.
مواضيع ذات علاقة:
- قصائد محمود درويش
- اقتباسات محمود درويش
- قصيدة : إلى أمي - احن الى خبز امي : محمود درويش
- القهوة محمود درويش