الكاتب : محمود درويش أضيف بتاريخ : 18-05-2020


من جدارية محمود درويش
كَنْتُ ولم أَكُنْ فأنا وحيدٌ | محمود درويش  Mahmoud Darwish
هذا هُوَ اُسمُكَ  قالتِ اُمرأةٌ وغابتْ في المَمَرَّ اللولبيِّ...
أَرى السماءَ هُنَاك في مُتَناوَل ِ الأَيدي.
ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَة ٍ أُخرى
ولم أَحلُمْ بأني كنتُ أَحلُمُ . كُلُّ شيء واقعيُّ . 
كُنْتُ أَعلَمُ أَنني أُلْقي بنفسي جانباً  وأَطيرُ 
سوف أكونُ ما سأَصيرُ في الفَلَك الأَخير 
وكُلُّ شيء أَبيضُ اُلبحرُ المُعَلَّقُ فوق سقف غمامة بيضاءَ
والَّلا شيء أَبيضُ في سماء المَطْلَق البيضاءِ.
كَنْتُ ، ولم أَكُنْ فأنا وحيدٌ في نواحي هذه الأَبديَّة البيضاء
جئتُ قُبَيْل ميعادي فلم يَظْهَرْ ملاكٌ واحدٌ ليقول لي
ماذا فعلتَ ، هناك، في الدنيا؟
ولم أَسمع هُتَافَ الطيِّبينَ ، ولا أَنينَ الخاطئينَ
أَنا وحيدٌ في البياض أَنا وحيدُ ..
لا شيء يُوجِعُني على باب القيامةِ لا الزمانُ ولا العواصفُ . 
لا أُحسُّ بخفَّة الأشياء أَو ثِقَلِ الهواجس . 
لم أَجد أَحداً لأسأل : أَين " أَيْني" الآن ؟ 
أَين مدينةُ الموتى وأين أَنا ؟
 فلا عَدَمٌ هنا في اللا هنا ... في اللا زمان ولا وُجُودُ
#محمود_درويش
#ادبنا
#Mahmoud_Darwish

 

شارك الخبر عبر مواقع التواصل

التعليقات