الديوان : قصائد وشعر غادة السمان . الشاعر/الكاتب : غادة السمان

مثل خطى شفافة لا مرئية 
على طرف ليلي 
اعي حضورك الخفي الامنسي...
و تهب رائحتك الأليفة المضمخة بالتبغ و الموج ..
في المسافة بين الحلم و أنفاسي ...
**
و على حافة غابات اللامبالاة المتكبرة 
ألمحك – مغمضة العينين – متقدما ...
طفل عابث آت من البعيد 
ليوقظ وحش النسيان 
و يدغدغه مداعباً!!...
**
حذار من صب الماء البارد 
دفعة واحدة 
فوق رأس الذاكرة الهائجة ...
هذا الحب المتوحش 
كيف يموت و يعود ليتقمص ذاكرتي من جديد..
حياً متوهجاً كانتقام ؟
داخل التقمصات العديدة لحبنا 
و ميتاته اللامتناهية 
ألمحك راكضاً بين البيوت البيض 
على ذلك الشاطىء 
مثل ومضة ضوء برقية 
لا تتكرر مرتين في مكان واحد 
**
على الجسر بين كلمتي اتذكرك و انساك 
التهبت بك و احببتك ...
ووسط مياه النهر بين ضفتي اللقاء و الفراق 
اتابع موتي الشهي بك و اغرق و اطفوا ...
كأن حبنا 
تخنقه الاقامة على ضفة اللقاء المستمر 
و يقتله خنجر النسيان على ضفة الفراق الدائم 
و لكنه يزدهر في المنطقة الرمادية 
المسكونة بالهواجس و الاحلام 
و الكوابيس و الرؤى و المباهج بين نعم و لا ...
**
كأن حبنا شجرة خرافية لا تنمو 
الا في التربة البركانية على خط الحدود
بين الصد و الوصال و الذاكرة و النسيان ..
و الجمر و الرماد 
في مملكة اشباح الحيرة 
و جنيات اللحظات الغامضة 
المتأججة حتى الثمالة الدامعة...
أه متى يسدل النسيان جفونه على عيون ما