استيقظ
متفجرة و بريئة كلحظة ولادتي
متصلة باسرار الوجود و الينابيع
كلحظة ولادتي
و تهوي علي مطرقة التفاصيل ...
**
صباح الخير ايتها التفاصيل اليومية المرعبة ...
تقطيع بسكين المطبخ
حبل الخلاص الذي يربطني الى البحر و الغابة
و الموت دهشة ..
و نهر الاسرار و المعارف الكونية
و تستعيضين عن ذلك كله
برنين الهاتف و قائمة المدعوين الى العشاء
و الجلود المثقوبة لمصلح الحنفيات ..
على اشلاء لحظاتي المنهوبة ...
و محاضرة بائع البيض الطازج
لحياه لم تعد طازجة !
**
آه التفاصيل اليومية المرعبة
اتفتت على حد منجلها
أخلف قطعة مني
على المصباح الصغير المعطل داخل الفرن
و الذي يجب ألا أنسى استبداله ..
و بقية أشلائي
تحت اناء الثلج الذي لا يحق لي اهماله
داخل تابوته البراد ...
و الفستق و الخيار المقشر المملح و المحارم الورقية
و الصابون المعطر و بقية الطقوس العلفية
**
و تسيل انهار الحساء المحروقة المنسية
و تهب رائحة الحرائق من اعماقي
كاشباح قتلى لم يثأر لهم..
لكن أحداً لا يرى الأشباح في المرآة
و لا يشم رائحتها ...
**
آه التفاصيل اليومية المرعبة
الدقيقة كأنياب مصاص دماء ..
أمشي في متاهتها
اتعثر في فنجان قهوة هنا
و صحن ثريد هناك ..
و يصير فص الثوم اكبر من جبل التوباد ..
و ادور حوله محتارة الاصابع من اين يقشرونه
بينما رأسي يعود بعيدا فوق الغيوم
متنقلا بين كوكب و اخر
و حلم و آخر
و دهشة كونية و أخرى ...
**
أمزق قائمة أسماء المدعوين
و ألصق بقايا اشلاء نهاري ...
و اعلن العصيان على التفاصيل
و اعود متوحشة و شرسة و نائية
و لتذهب ( الواجبات الاجتماعية ) بعيدا
الى مسقط راسها
في مدن الرياء و الثرثرة و التشاوف ...
ليقولوا ما يحلوا لهم عني
لن ادفع اتاوة التفاهة من روحي ...
**
وداعا ايتها التفاصيل ..
ها انا استعيد ذاتي في قارة العزلة
نقية متفجرة كلحظة الولادة
و قد غسلت اعماقي
في بحر الضوء الشاسع الوهاج
ها انا من جديد سمكة فضية
في بحر الفضول و الدهشة
بعيدا عن رنين الهاتف
و القاعات المذهبة للتفاهات
انزلق في موج المعرفة
و اسبح في الوهج اللامتناهي
بحثا عن تلك الشمس السرية
و عن حبيبي سارق النار