قفي كستنائيّة الخصلات..
معي، في صلاة المسا التائبه
نَرَ الليل يرصف نجماته
على كتفة القرية الراهبه
ويرسم فوق قراميدها
شريطاً من الصور الخالبه
قفي وانظري ما أحب ذرانا
وأسخى أناملها الواهبه
مواويل تلمس سقف بلادي
وترسو على الأنجم الغاربه
على كرز الأفق قام المساء
يعلـّق لوحاته الشاحبه
وتشرين. شهر مواعيدنا
يلـّوح بالديم الساكبه
بيادرُ كانت مع الصيف ملأى
تنادي عصافيرها الهاربه
وفضلات قش ٍ وعطرٌ وجيعٌ
وصوتُ سنُونُوّةٍ ذاهبه
شحوبٌ.. شحوبٌ على مدِّ عيني
وشمسٌ كأمنيةٍ خائبه
إطار حزين أحبُّك فيه
وفي الحرج يستنظر الحاطبه
وفي عَبَق الخبز في ضيّعتي
وطفرات تنورةٍ آبيه
وفي جرس الدير يبكي.. ويبكي
وفي الشوح، في ناره اللاهبه
وفي النهد يعلك طوقَ الحرير
وفي نخوةِ الحلمة الغاضبه
أحبّك حرفاً ببال الدواة
ووعداً على الشفهِ الكاذبة
وخصراً يعيش بنعمى يدٍ
ويحلم بالراحة الغاضبه
وفي اللون.. في الصوت.. كلِّ شيءٍ
وفي الله.. في دمعة الراهبه
أحبّك أوسع من كلّ دنيا
ومن مدّعى الريشة الكاتبه